أين انتم من  هبة اللبدي ؟

أين انتم من  هبة اللبدي ؟

  • أين انتم من  هبة اللبدي ؟

اخرى قبل 4 سنة

أين انتم من  هبة اللبدي ؟

د.أحمد لطفي شاهين

جريمة إنسانية جديدة تضاف الى السجل الصهيوني الحافل بالانتهاكات والفظائع والانحطاط الاخلاقي حيث يمارس جنود الاحتلال الصهيوني رجولتهم على المدنيين النساء والأطفال  وجريمة اليوم بدأت في تاريخ 20/ 8/ 2019،  حيث حضرت الاخت هبة اللبدي خريجة قسم المحاسبة بالجامعة الأهلية بعمان، والتي عملت في الإمارات والأردن في مجال المحاسبة وهو مجال مدني مسموح في كل قوانين العالم لا مشكلة فيه ودخلت الى اراضي فلسطين المحتلة وبعد خمسة ايام عادت وفي طريق عودتها للاردن كانت الساعة التاسعة صباحا، وعلى المعبر قبل الجسر الفاصل بين دولة الاحتلال والاردن والمسمى ( معبر الكرامة) تم تأخيرها لساعات ثم توقيفها واعتقالها على يد عشرات الجنود والمجندات المدججين بالاسلحة والهروات .حضرت هبة من الأردن مع أمها وخالتها لحضور زفاف ابنة خالتها، وكانت تخطط لإجازة خمسة أيام مليئة بالفرح ، ولكن الاحتلال أخذها لعالم ثاني لم تكن تتوقعه في اقسى كوابيسها السيئة وعلى الفور وبدون مقدمات ولا تبريرات تم اعتقالها وتم تفتيشها تفتيش شخصيا وهي شبه عارية بطريقة لا اخلاقية وقمة في الاهانة والاذلال باشراف مجندات صهيونيات، ثم تم تقييدها بقيود بلاستيكية باليدين وقيود حديدية بالأرجل ، ودخلت معها المجندات الى الحمام بسلاحهن ودروعهن دون إحترام لأي خصوصية لها لإحراجها وإهانتها، وتعرضت للتنكيل والمضايقات من قبل السجانين والسجانات ، ثم تم نقلها الى سجن ومن سجن لآخر وتم إنزالها في ممرات وادراج ضيقة ومعاملتها بشكل عدواني استفزازي لمجرد انها زائرة اردنية من اصل فلسطيني جائت لزيارة اقاربها في الارض المحتلة بعد غياب قسري لسنوات طويلة واخضعوها للتحقيق والتعذيب الذي لا يستوعبه عقل فتاه في عمر الربيع

18   يوم من التحقيق من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة فجرا من اليوم التالي، وبدون نوم ولا راحة وتحقيق مستمر بظروف قاسية وصعبة . تعذيب نفسي وجلوس على كرسي قصير مثبت بالأرض، وتقيد القدمين واليدين، والآم في الظهر والرقبة، صراخ وسب وشتم، وجلوس المحققين بالقرب منها بطريقة مستفزة ، والبصق عليها والكلام الكفري وسب الدين الإسلامي وحتى المسيحي، والتفنن في سب الذات الالهية لاعطائها انطباع انهم لا يخافون حتى من الله  والتهديد بإعتقال امها واختها وخالتها لأخذ أي اعتراف منها لتبرير اعتقالها وهي لا تعلم اصلا لماذا تم اعتقالها وكانها في كابوس تريد ان تفيق منه ولا تستطيع، وتم ادخالها الى غرفة العصافير وهي غرفة كل من فيها نساء صهيونيات يدعين البطولة ويحاولن ان ينتزعن منها اي اعتراف على شكل سيرة نضالية تكتبها بيدها لكنها لم تكتب شي فظهر الوجه الحقيقي لهن وهاجمنها بالضرب المبرح وانتهى التحقيق معها بكل مراحله دون ان تعترف لانها لم تفعل اصلا أي شيء حتى تعترف عليه وبعد كل هذا ودون طائل من التحقيق تم اعتقالها إداريا لمدة خمسة اشهر والاعتقال الاداري يعني اعتقال بلا محاكمة مجرد قرار اداري وغالبا يكون بحق القيادات الفلسطينية ونحن هنا امام فتاة فلسطينية لا تعلم أي شيء عن ظروف الاعتقال ولا علاقة لها بالعمل السياسي ولكنهم اعتقلوها اداريا مع تهديدهم لها بتجديده لمدة سبع سنوات ونصف ومنعها من دخول الأردن وعدم الزيارة ابدا للضغط عليها لأخذ أي اعتراف منها، ولكنها لا تعلم ماذا فعلت حتى تعترف وهي الان تعيش في زنزانة ضيقة حيث يقومون بتفتيشها كل ساعتين وفي ساعات متأخرة من الليل ويتم تجريدها من ملابسها كاملة بحجة التفتيش نظرا لخطورتها وفقا لمزاعمهم، وأحياناً يتواجد مع الجنود سجانات وأحياناً أخرى لا يكون، كما أنهم وضعوها في زنزانة قذرة مليئة بالحشرات وضيقة تقع بالقرب من غرف سجناء يهود جنائيين قتلة ومدمني مخدرات، ويواصلون الصراخ والشتم طوال الوقت مما يجعل ودودها هناك مرعبا ويوجد في زنزانة هبة كاميرات، فلا تستطيع تبديل ملابسها فيها، ومكان الاستحمام مكشوف ومزود بالكاميرات لذلك لم تستحمم منذ أن تم نقلها إلى تلك الزنزانة، كما ان التواليت فيه كاميرات وهي تستر نفسها داخل التواليت بكيس بلاستيكي اسود حتى تستر نفسها من الكاميرات بالإضافة إلى عدم وجود شباك ابدا في الزنزانة ويوجد في الزنزانة مكيف بارد جدا ، ولا يوجد غطاء لها سوى شرشف واحد مليء بالأوساخ، وهي معزولة تماما عن أي انسان و  لا تخرج إلى ( الفورة(   والفورة تعني فترة الخروج من الزنزانة للمشي واللقاء مع باقي الزميلات المعتقلات في سجون الاحتلال الصهيوني الجبان

اني اطلب منكم ان تتخيلوا فتاة موقوفة منذ اكثر من شهرين تعرضت للتعذيب والتحقيق ولازالت بملابسها نفسها التي اصبحت كريهة حيث لا استحمام ولا نظافة وحوائط اسمنتية خشنة ، وداخل الزنزانة فرشة نوم رقيقة جدا وغطاء رقيق وبرد شديد وضوء مشتعل طوال الوقت بهدف تكثيف الضغط النفسي والتشويش، والصراخ والازعاج وتخبيط وضجة، اهانة واذلال، وتواليت كبير مقابل باب الزنزانة، وروائح عفنة واقتحامات بأي لحظة،جنود ومجندات بكمامات غاز مناظرهم مرعبة  أكل سيء جدا ولا يؤكل أصلا، نقل من زنزانة لأخرى وتقييد وتعصيب العيون نقل من زنزانة  لزنزانة أخرى، بكميات حشرات اكبر ورائحة كريهة اكثر، برد اشد ، ودرجات حرارة للمكيف معاكسة للجو، تعذيب نفسي يضاعف آلام الجسد،  والفتاة رقيقة وجميلة وكلنا شاهدنا اناقتها وصورها قبل الاعتقال ولكنها تخفي وراء ذلك الجمال الفلسطيني روحا فلسطينية عنيدة فقررت الاضراب عن الطعام بعد قرار الحكم عليها بخمسة شهور اداريا،  ، وهي الان مضربة منذ اكثر من خمسين يوما وتخيلوا حجم المعاناة ودقات القلب السريعة والنقص الشديد بالأملاح، وألام المعدة والكلى ،لفتاة بريئة كل ذنبها انها فلسطينية .. انها معاناة لا تترجم بالكتابة ومهما كتبنا لن يشعر بها الا من عاش تجربتها وانني اكتب لكم وقد اقشعرت كل شعرة في جسدي لاننا نعلم حجم الانحطاط الاخلاقي لدى الاحتلال الصهيوني الجبان ونشعر بالغيرة على بنت شعبنا وهي تتعرض لهذا الظلم  والاذلال والكل ساكت لا يتدخل ولا يتكلم واصبح، الإنسان ارخص ما تملكه الحكومات واليوم هبة اللبدي تحتاج الى ثورة شعبية واعلامية عارمة، فحالتها الصحية تدهورت جدا جدا وهي على مشارف الموت الان والكل ساكت وهي تعاند تحت شعار "إما أنال حريتي أو أستشهد"،  تقاوم هبة اللبدي ابنة (32 عاما) زنازين معتقل الجلمة وإدارة سجون الاحتلال وضباطه ومخابراته، رافضة اعتقالها الإداري وكافة إجراءاتهم القمعية بحقها. بجسد هزيل وصحة تتراجع في كل ساعة، تقاتل هبة منذ 55 يوما، في مساحة ضيقة من الوطن المسلوب، حيث تبزغ الشمس -المحرومة منها في زنزانتها تحت الأرض- من أرضية المعتقل، ومن إصرارها على التحدي ورفض التهم التي تشكلها مخابرات الاحتلال وعملاؤه ونحن صامتين..  فالى متى؟؟

هل ماتت فينا الرجولة حتى نسكت على اعتقالها واعتقال كل الحرائر الاخريات وعلى راسهن اسراء الجعابيص ..؟؟  وكل النساء الشريفات اللاتي يحملن تهمة واحدة انها عربية (مسلمة او مسيحية )  فلسطينية شريفة

يجب ان تنقلب الدنيا لاجل نساء واطفال ورجال فلسطين المعتقلين

 

التعليقات على خبر: أين انتم من  هبة اللبدي ؟

حمل التطبيق الأن